الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة التلفزات في رمضان: «الشكارة والبحر»

نشر في  21 جوان 2017  (12:11)

حتی لا أتّهم بمعاداة هذه القناة أو تلك، ألاحظ منذ البدء أنّ كلّ المعروض الى حدّ الآن سلعة «فالصو» و«حلّ الصرّة تلقى خيط».. فباستثناء «الصندوق» أو «دليلك ملك» الذي يشدّنا اليه سامي الفهري بتنشيطه الرّائع وديناميكيّته الفائقة وجمال «البلاتوه» وتنوّع المشاهد من حلقة الى أخرى.. باستثناء برنامج الألعاب هذا والذي هو في الأصل فكرة مستوردة لا يمكن أن تشيب أو تتهرّأ، فانّ كل ما نراه في منتهى الضحالة والإسفاف.. فـ«أمور جدية» (هل هذا عنوان؟) حكاية فارغة ومضمون تعيس و«لمّة» تسافر بالرّوح الى خالقها ..
أما «كلينيك» التي تبثّ على «حنبعل» ففكرة كيف التكرة ومسلسل رعب لا علاقة له بالإضحاك، وأتصوّر انّ كل الذين «لعبوا» معهم (وأقصد الضحايا) هم الآن عند سيدي الحلفاوي يكوون ضدّ «الفجعة» هذا اذا لم يكونوا يمثّلون ويتقاضون مقابلا لخداعهم.
واذا كان سيتكوم الحجّامة متخلّفا ذهنيا ولا يستحقّ ما دفعت من أجله التلفزة الوطنية من عشرات الملايين، وحتى حضور الممثّلة المبدعة وجيهة الجندوبي لم يستطع انقاذه من التفاهات التي يتخبّط فيها.. فانّ «لمنارة» الذي انطلق بثّه في النصف الثاني من الشهر الفضيل، فقد كان عملا لا يقلّ رداءة عمّا ذكرنا وليت عاطف بن حسين يكتفي بالتمثيل ويترك التأليف والإخراج للمتخصّصين فيهما، واذا كان عاطف يتصوّر أنه جامع شامل متعدّد المواهب فما ذلك سوى وهم.. ومثله كان «نسيبتي العزيزة» الذي كان «فياسكو» بأتمّ معنى الكلمة وكم يذكّرنا بالمثل العامي «باش مساط كلامكم يا عرب، قالوا باللّي نقولوه نعاودوه» وليت جماعة «نسمة» يبحثون عن مسلسل جديد لرمضان القادم، و«نسيبتي العزيزة» تهرّأ وصار «لوبانة» كرهها الناس.
وللأمانة فانّ «أولاد مفيدة» وان لم يكن قمّة فهو مقبول في العموم، كما انّ «فلاش باك» لاقى استحسانا عند طائفة من المشاهدين.